كانت منى من البنات المحبات للكتابة و القراءة، حيث كانت كل مرة في الأسبوع تذهب إلى مكتبة السيد حكيم التي تباع فيها أدوات و أشياء أخرى مثيرة للإعجاب، لتشتري منها قصة أو اثنان.. و مع أنها كانت تحب الكتابة لم تتجرأ أن تكتب قصة في حياتها، و كانت جميع صديقاتها يسألونها عن سبب ذلك فتجيبهم دائما في عزم و ثقة{سيأتي اليوم الذي سأكتب فيه قصة اجمع فيها جميع أفكاري}،لذا فقد كنا ينتظرن قدوم هذا اليوم بفارغ الصبر لكي يقرؤوها .
و في صباح يوم جمعة و هي عائدة من عند صديقتها “ليلا”،رأت حشدا كبيرا من الناس متجمعين حول منزلها؛منهم من يبكي و منهم من يشاهد فحسب، فسألت السيد حكيم صاحب المكتبة الذي كان هناك، ثم أجابهه في كل أسف و فقدان أمل{اعرف انك لن تقاومي إذا عرفت الخبر الحزين و لكن في الحقيقة يا ابنتي، إن أباك مات، رحمه الله}،أحست منى بحزن كبير أنساها جميع طموحها و أحلامها حيث حاول الكثير أن يكلموها و لكن بدون جدوى..
كانت منى جالسا في غرقتها تفكر في أبيها الراحل، فجأة خطرت عليها فكرة أرجعت إليها جميع طموحها التي نسيتها؛ قررت منى أن تكتب قصة تتحدث فيها عن ذكرياتها من أبيها .
و بعد مرور أسبوعين، انتهت منى من كتابة القصة، ثم طبعتها و قدمتها لصديقاتها اللاتي كن ينتظرن هذه اللحظة..ثم و بعد أن أعجبتهن طلبن منها أن تكتب قصصا أخرى لكي يستمتعن بقراءتها .